علاج ألم المعدة بسبب المسكنات: الأسباب، الأعراض، وطرق الوقاية

هل شعرت يومًا بألم مزعج في المعدة بعد تناول أحد المسكنات مثل البروفين أو الفولتارين أو الأسبرين؟ 🤔
قد تظن أن الأمر بسيط، لكنه في الحقيقة تحذير من معدتك بأن بطانتها تتأذى بسبب تلك الأدوية!
في هذا المقال من موقع خمسة لصحتك (5lsehetak.com) سنتعرف معًا على أسباب ألم المعدة الناتج عن المسكنات، وطرق علاجه، وأهم النصائح للوقاية منه.

لماذا تسبب المسكنات ألم المعدة؟

المسكنات الشائعة مثل الأسبرين والإيبوبروفين والديكلوفيناك تنتمي إلى مجموعة تُعرف باسم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، وهي تعمل عن طريق تثبيط إنزيمات مسؤولة عن إنتاج مواد تُسمى “البروستاجلاندين”.
هذه المواد لا تخفف الألم فحسب، بل تحمي أيضًا بطانة المعدة من الأحماض.
وعندما تُثبط المسكنات إنتاجها، تصبح المعدة أكثر عرضة للتهيج والالتهاب والقرح.

أمثلة على المسكنات التي قد تسبب تهيج المعدة

• الإيبوبروفين (Advil، Brufen)
• الأسبرين (Aspirin)
• الديكلوفيناك (Voltaren)
• النابروكسين (Naprosyn)
• الكيتوبروفين

أما المسكنات الأقل ضررًا على المعدة مثل الباراسيتامول (Panadol) فهي خيار أفضل لمن يعانون من مشاكل معدية مزمنة.

أعراض ألم المعدة الناتج عن المسكنات

قد تظهر أعراض خفيفة أو شديدة تبعًا لمدة استخدام المسكنات والجرعة. ومن أبرزها:

• ألم أو حرقة في فم المعدة.
• غثيان أو رغبة في التقيؤ.
• انتفاخ أو شعور بعدم الراحة بعد الأكل.
• تغير في لون البراز إلى داكن (دلالة على نزيف بسيط في المعدة).
• فقدان الشهية.

إذا لاحظت استمرار الأعراض أو تفاقمها، فلابد من مراجعة الطبيب فورًا لتجنب حدوث قرحة المعدة أو نزيف الجهاز الهضمي.

علاج ألم المعدة بسبب المسكنات

يعتمد العلاج على شدة الحالة ومدى تأثر بطانة المعدة. إليك أبرز الخطوات العلاجية:

1. التوقف عن المسكن المسبب للمشكلة

أول خطوة يقوم بها الطبيب هي إيقاف استخدام الدواء المسبب أو استبداله بمسكن أكثر أمانًا مثل الباراسيتامول.

2. استخدام أدوية واقية للمعدة

توصف أدوية خاصة لحماية جدار المعدة وتقليل الأحماض، مثل:

• مضادات الحموضة مثل “جافيسكون” و”مالوكس”.
• مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل “أوميبرازول” و”إيزوميبرازول” و”بانتوبرازول”.
• حاصرات مستقبلات H2 مثل “رانيتيدين” أو “فاموتيدين”.

هذه الأدوية تساعد على تهدئة بطانة المعدة وتسريع شفاء الالتهاب.

3. تناول الطعام قبل المسكنات

من المهم جدًا ألا تُؤخذ المسكنات على معدة فارغة.
يُفضل تناول وجبة خفيفة أو كوب من الحليب قبلها لتقليل تأثيرها الحمضي على المعدة.

4. تجنب الجمع بين أكثر من مسكن

استخدام نوعين من المسكنات في نفس الوقت (مثل الأسبرين والإيبوبروفين) يضاعف خطر قرحة المعدة بشكل كبير.
دائمًا استشر الطبيب قبل الجمع بين أي أدوية.

5. العلاج الطبيعي وتخفيف الألم بطرق آمنة

في بعض الحالات يمكن استبدال المسكنات بالأعشاب أو العلاجات البديلة مثل:

• الزنجبيل: يساعد في تهدئة الالتهابات وتسكين الألم.
• الكركم: يحتوي على الكركمين الذي يحمي بطانة المعدة.
• البابونج: يخفف من التشنجات والحرقة.

لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكملات عشبية، خاصة لمن يتناولون أدوية أخرى.

متى يكون ألم المعدة بسبب المسكنات خطيرًا؟

في بعض الحالات، يتطور التهيج الناتج عن المسكنات إلى قرحة أو نزيف داخلي.
راجع الطبيب فورًا إذا لاحظت أحد الأعراض التالية:

• تقيؤ دموي أو داكن اللون.
• براز أسود أو قطراني.
• ألم شديد لا يزول رغم وقف الدواء.
• دوخة أو ضعف عام (دلالة على فقدان دم).

قد يحتاج المريض حينها إلى تنظير معدة لتحديد مدى الضرر وبدء العلاج المناسب.

نصائح للوقاية من ألم المعدة الناتج عن المسكنات

• تناول المسكنات بعد الأكل مباشرة.
• اشرب كوبًا من الماء مع كل جرعة.
• تجنب الكحول والتدخين أثناء فترة العلاج.
• استخدم أقل جرعة ممكنة لأقصر مدة.
• استبدل المسكنات التقليدية ببدائل أكثر أمانًا مثل الباراسيتامول.
• استشر الطبيب إذا كنت تستخدم أدوية مزمنة (خاصة مضادات التجلط أو الكورتيزون).

الخلاصة

ألم المعدة الناتج عن المسكنات ليس عرضًا بسيطًا يمكن تجاهله،
بل هو إشارة تحذير من جهازك الهضمي بضرورة الانتباه إلى طريقة تناول الأدوية.
لذا، استخدم المسكنات بحذر، وراجع الطبيب عند أي ألم متكرر أو حرقة في المعدة.
تذكّر أن الوقاية تبدأ بقرص واحد تتناوله بطريقة صحيحة.