الفرق بين ألم الرحم والمبيض: كيف تفرّقي بينهما بسهولة؟

تستيقظ بعض النساء على ألم غامض في أسفل البطن أو الحوض، لا يعرفن مصدره بدقة…
هل هو من الرحم أم من المبيضين؟ وهل الألم طبيعي، أم يستدعي زيارة الطبيب؟

هذا السؤال يتكرر كثيرًا في عيادات النساء والتوليد، لأن التمييز بين ألم الرحم وألم المبيض قد يكون صعبًا حتى على بعض المتخصصين إذا لم تُوصف الأعراض بدقة.
في هذا المقال من موقع “خمسة لصحتك” سنشرح لكِ بطريقة مبسطة وواضحة الفرق بين ألم الرحم والمبيض، مع الأسباب المحتملة، وطرق الوقاية، ومتى يجب مراجعة الطبيب فورًا.

🩺 أولاً: ما هو الرحم وما هما المبيضان؟

لفهم الفرق بين الألمين، علينا أولًا أن نعرف موقع ووظيفة كل عضو.

الرحم:

هو عضو عضلي مجوف يقع في منتصف الحوض خلف المثانة وأمام المستقيم، مهمته الأساسية احتضان الجنين أثناء الحمل.
يتكوّن من ثلاث طبقات عضلية وغشائية، ويتأثر بهرمونات الأنوثة (الإستروجين والبروجسترون) بشكل مباشر.

المبيضان:

يقع كل مبيض على أحد جانبي الرحم، وهما مسؤولان عن إنتاج البويضات وإفراز الهرمونات الأنثوية.
يتغير حجمهما ونشاطهما خلال الدورة الشهرية، مما يجعل بعض أنواع الألم المبيضي طبيعية تمامًا.

⚖️ الفرق الجوهري بين ألم الرحم وألم المبيض

رغم قرب موقع الرحم والمبيضين، إلا أن طبيعة الألم وشكله ومدته قد تساعد على التمييز بينهما.

🌸 أولًا: أسباب ألم الرحم

ألم الرحم قد يكون طبيعيًا في حالات معينة مثل الدورة الشهرية، لكنه في أحيان أخرى يشير إلى مشاكل تستدعي الفحص الطبي.

1. تقلصات الدورة الشهرية (عسر الطمث)

هو السبب الأكثر شيوعًا لألم الرحم، وينتج عن انقباضات عضلات الرحم لطرد بطانة الرحم.
غالبًا ما يبدأ الألم قبل الدورة بيوم أو يومين ويستمر من 2 إلى 4 أيام.
الألم يكون في منتصف أسفل البطن، وقد يمتد إلى أسفل الظهر أو الفخذين.

2. بطانة الرحم المهاجرة

في هذه الحالة، تنمو أنسجة تشبه بطانة الرحم خارج مكانها الطبيعي (مثل المبيض أو الأمعاء).
تسبب هذه الحالة ألمًا شديدًا أثناء الدورة والجماع، وقد تؤدي إلى صعوبة في الحمل.

3. الأورام الليفية

هي كتل غير سرطانية تنمو داخل جدار الرحم أو حوله، تسبب ثقلًا في الحوض وألمًا متقطعًا، وأحيانًا نزيفًا غزيرًا أثناء الدورة.

4. التهابات الرحم أو عنق الرحم

تنتج عن عدوى بكتيرية أو فطرية، وتسبب ألمًا أسفل البطن مع إفرازات غير طبيعية ورائحة غير مستحبة.

5. مشكلات ما بعد الولادة

بعض النساء يشعرن بألم في الرحم بعد الولادة الطبيعية بسبب انقباضاته أثناء عودته لحجمه الطبيعي.

🌼 ثانيًا: أسباب ألم المبيض

1. التبويض (Mittelschmerz)

كلمة ألمانية تعني “ألم منتصف الشهر”، ويحدث هذا الألم الطبيعي عندما تتحرر البويضة من المبيض.
يكون الألم في أحد الجانبين ويستمر بضع ساعات إلى يومين.

2. تكيس المبايض

هو اضطراب هرموني يجعل المبيضين يحتويان على أكياس صغيرة مليئة بالسائل، ما يؤدي إلى دورة غير منتظمة وزيادة في الشعر وألم متكرر في الحوض.

3. كيس المبيض (Ovarian cyst)

قد يتكوّن كيس واحد كبير ويسبب ألمًا حادًا في أحد الجانبين، خاصة إذا تمزق أو التوى.

4. التواء المبيض

حالة طارئة نادرة، يحدث فيها التفاف المبيض حول أربطته مما يقطع تدفق الدم إليه.
يسبب ألمًا حادًا جدًا ومفاجئًا ويستلزم التدخل الجراحي فورًا.

5. التهابات الحوض (PID)

تؤثر على الرحم والمبيضين وقناتي فالوب، وتسبب ألمًا مزمنًا في الجانبين مع إفرازات غير طبيعية.

🔍 كيف تفرّقي بين ألم الرحم والمبيض من الإحساس نفسه؟

• إذا كان الألم في منتصف الحوض ويشبه تقلصات الدورة → فغالبًا هو رحمي.

• إذا كان الألم في أحد الجانبين فقط أو ينتقل من جهة لأخرى → فغالبًا هو مبيضي.

• إذا كان الألم حادًا ومفاجئًا أثناء منتصف الدورة → احتمال كبير أنه ألم تبويض.

• أما إذا كان الألم مستمرًا أو مصحوبًا بانتفاخ وغثيان → فقد يكون كيس مبيض أو التهاب حوضي.

لكن يجب التذكير دائمًا أن التشخيص الحقيقي لا يتم إلا عبر الفحص الطبي وربما الموجات فوق الصوتية (السونار).

💬 متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

لا تهملي الألم إذا كان مصحوبًا بأي مما يلي:

• ارتفاع في الحرارة

• ألم شديد مفاجئ لا يتحسن بالمسكنات

• دوخة أو غثيان

• نزيف مهبلي غير طبيعي

• إفرازات غريبة أو كريهة الرائحة

هذه الأعراض قد تدل على التواء المبيض أو التهاب حوضي حاد، وهي حالات تحتاج تدخلًا فوريًا.

🌿 نصائح لتخفيف ألم الرحم والمبيض في المنزل

1. استخدمي كمادات دافئة على منطقة أسفل البطن لتخفيف التقلصات.

2. مارسي تمارين خفيفة مثل المشي أو اليوغا لتخفيف التوتر وتحسين الدورة الدموية.

3. اشربي كميات كافية من الماء وتجنبي الكافيين والملح الزائد.

4. تناولي أطعمة غنية بالمغنيسيوم مثل المكسرات والخضروات الورقية.

5. استخدمي مسكنات بسيطة مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول إذا أوصى الطبيب بذلك.

6. حافظي على جدول نوم منتظم لتقليل التوتر الهرموني.

7. لا تهملي الفحص الدوري النسائي مرة كل 6 أشهر حتى لو لم تظهر أعراض واضحة.

🧘‍♀️ الوقاية من آلام الرحم والمبيض

• الحفاظ على وزن صحي لأن السمنة تؤثر على توازن الهرمونات.

• اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والبروتينات.

• تجنّب التدخين لأنه يضعف تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية.

• الحرص على النظافة الشخصية وخاصة أثناء الدورة الشهرية.

• الابتعاد عن التوتر قدر الإمكان، لأن الضغط النفسي يزيد من حساسية الألم.

💖 خاتمة: استمعي إلى جسدك

ألم الرحم والمبيض ليس دائمًا مؤشرًا على مشكلة خطيرة، لكنه لغة الجسد لتنبيهك إلى خلل ما.
لا تهملي هذه اللغة، وكوني صديقة لجسدك عبر الملاحظة، التغذية السليمة، والراحة النفسية.
التشخيص المبكر يمنحكِ راحة وطمأنينة، ويمنع تفاقم أي مشكلة صحية مستقبلًا.